Happy Chinese New Year

الشجرة الباكية : قصة قصيرة بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


الشجرة الباكية

فى هذه الحديقة الغناء؛ وقفت فى شموخ وعظمة وكبرياء؛ شجرة يانعة ورقاء؛ على مساحة شاسعة؛ رافعة رأسها نحو السماء، ضاربة بجذورها العريقة؛ فى أرض خصبة عميقة....

بين أغصانها أعشاش الطيور التى تأوى إليها وتنام؛ فى أمان تام؛ غير أن دوام الحال من المحال؛ فالطيور منها الغربان السود، ومنها الطير الودود، ومنها العنود، وفيها القبيح، وفيها الجمال، ومنها المحب، ومنها الحقود، ومنها الذى جارعليها فقطف الثمار قبل الأوان، وجز الزهور، وحط عليها السموم؛ لتهرب منها طيور أرادت حياه؛ بعيداً عن أعشاشها التى كانت رمز الأمان، وحضن المحبة؛ غصن السلام

فحزنت كثيراً على طيرها، وعلى أغصانها؛ التى فقدت أوراقها وزهورها وثمارها، وجفت دموع المآقى عليها... ومنها؛ ورغم الجفاف، ورغم الجفاء؛ تبعث فينا على عهدها روح الوفاء، وبهجة عيد، ومجد عتيد، وطيرين رفعا أكف الضراعة نحو السماء، هلال صلاة... صليب صلاة؛ فتأتى إليها... قريباً قريباً؛ مياه الحياة .