Happy Chinese New Year

زيارة : قصة قصيرة بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


زيارة


جلسنا أمام التلفاز نتابع خبر وفاة (نيل أرمسترونج) أول رائد فضاء وطأت قدمه سطح القمر؛ بادرتنى زوجتى (أم عمر):
ـ أريد زيارة القمر يا شاكر
وكأنها تدعونا للخروج فى نزهة للقناطر!

قمت على سبيل الترضية الزوجية؛ بالاتصال بشركة Excalibur Almaz البريطانية؛ المتخصصة فى حجز التذاكر لتلك الرحلات الفضائية؛ فأفادونى بأن سعر التذكرة من سطح الأرض إلى سطح القمر  150 مليون دولار (أمريكانى) أى بالمصرى = قيمة راتبى + راتب زوجتى (لمدة 90 ألف عام)



فمن داخل النفق الإنسانى حمدت الله؛ على العطاء الربانى الذى وهبنا إياه؛ فرحيلنا إلى السماء مجانى بمغادرة الحياة!

دعوة للعشاء: بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


دعوة للعشاء

جاءتنى دعوة من أحد الأصدقاء الأعزاء؛ لتناول العشاء ذات يوم؛ فى أحد فنادق الخمس نجوم؛ وهى دعوة من الدعوات التبادلية؛ التى تنطبق عليها الأمثال الشعبية الشيك (يوم لك، ويوم عليك)!

الديوك على المائدة تناديك؛ وبجوارها أطباق الكفتة والكباب والبوفتيك؛ ومن مأكولات البحار؛ الجمبرى الجامبو والكفيار وسمك بالطماطم والزيتون؛ والسلاطات على كل شكل ولون؛ وباقة من الزهور والأنغام؛ لفتح شهية الزبون الهمام!....

جلست إلى المائدة العامرة؛ والبطن ناكرة وغير شاكرة؛ فأخذتنى حيرة الاختيار؛ فكثرة الأصناف تشتت الأنظار... وكنوع من الإتيكيت؛ التزمت التضييق على نفسى المفتوحة قدر الإمكان؛ حتى لا أظهر لمضيفى بمظهر الفجعان  

وبعد الانتهاء من بروتوكول العشاء؛ شكرته على تلك البانوراما الغذائية؛ التى أمتعت بصرى متعة حصرية؛ أو حسرية!

ففى الطريق إلى البيت؛ استوقفنى مشهد غريب؛ لمطعم كبير وعجيب؛ يقدم الغذاء المجانى؛ لكل من يعانى الفقر الرهيب؛ رواده من النساء والأطفال؛ المزاحمين للقطط والفئران؛ فى بحثهم الحثيث بلهفة وارتباك؛ عن لقمة عيش فى هذا (المقلب) أو ذاك!
  

الجوهرة : قصة قصيرة بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


الجوهرة

لم تمهلها الأقدار أن تفرح بزواج وحيدها؛ قبل أن تلقى وجه ربها الكريم... وهاهو الأب الحزين على فراقها؛ يستمسك بثمرة زواجهما السعيد؛ بالقض والقضيض...

تناول الابن الوحيد القلم؛ وراح يقص ما كان؛ بقلب ملىء بالألم، مثقل بالأحزان: 

لم أكن أتوقع فى يوم من الأيام؛ أن يرفض والدى ما يحقق سعادتى رفضاً تاماً؛ بحجة الارتباط، وخشية الفراق!

تلك الحجة التى أعتبرتها واهية؛ وداخلنى الشك فى النوايا الخافية... فرغم كونها فتاة رائعة الحسن والجمال، وقمة شامخة من قمم الأخلاق؛ إلا أنه رفض بشكل تام؛ ارتباطى بها الآن على الإطلاق!

مرت الأيام كأنها أعوام؛ وجاءها الخطاب من كل مكان؛ فآثرت الابتعاد بقدر الإمكان؛ ثم عدت من جديد... عازماً عزماً أكيداً على الارتباط بها؛ ففاجأنى والدى بخبر غريب؛ يفيد بتقدمه لها:
ـ لقد خطبت الفتاة
فقاطعته بدهشة واستغراب:
ـ وهل وافقت؟!
فأجاب بدهشة أكبر، واستغراب أشد:
ـ ولم لا؟!!
صدمنى الرد، وأصابنى الذهول، وفقدت القدرة على النطق؛ قبل أن يقول:
ـ إن الجواهر لا تمكث كثيراً فى الانتظار؛ فبريقها يخطف الأبصار؛ لهذا فقد رأيت أن أخطبها لك؛ قبل أن يلتقطها غيرك.

الراقصة: فصة فصيرة بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


الراقصة

اعتاد الشباب وبعض الأزواج؛ على الذهاب لصالات الرقص والغناء؛ دون مرافقة الزوجة والأبناء؛ غير أن اللافت للنظر احتشاد الأسر بصورة رائعة؛ فى هذه الصالة الواسعة؛ لمشاهدة الفاتنة البارعة الحسن والجمال؛ التى جذبت العيون، وسيطرت على العقول، وأطلقت للخيال العنان....

والحضور هنا على كثرته العددية يلفه صمت وإعجاب تام؛ وهو يتابع باهتمام؛ حركاتها الأنثوية؛ على أنغام موسيقية، وأضواء ساحرة بهية؛ بمختلف الأشكال والألوان
  
بعد مضى نصف ساعة؛ صفقت القاعة تصفيقها الحاد؛ تعبيراً عن الإعجاب بهذا الجمال الفتان؛ فقد انتهى العرض، وتوقفت الموسيقى، واختفت المياه الراقصة. 

كابوس آخر الليل : قصة قصيرة بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


كابوس آخر الليل

لقد لمع إسمى فى عالم الجراحة التخصصية، وبقدر نجاحى فى حياتى العملية؛ بقدر إخفاقى فى حياتى الزوجية؛ التى انعكست بشكل كبير؛ على عملى الدقيق الخطير....

قمت بإجراء عملية زرع قلب؛ لشاب فى الثلاثين من العمر؛ ونجحت بتوفيق من الله عز وجل؛ وعند مغادرتى المستشفى لم أجد هاتفى المحمول؛ فى جيبى كما اعتاد أن يكون؛ فلم ألقِ بالاً؛ ولم أعر الأمر اهتماماً؛ فعقلى مشغول؛بما سيكون عليه الحال؛ عند الوصول إلى بيت الزوجية؛ الذى أضحى مرتعاً للمشاحنات والمشاجرات المختلقة اليومية؛ فركبت سيارتى؛ وتوجهت نحو منزلى الذى فيه بلوتى!

مضت أيام ثم تردد علىَّ مريضى؛ للمتابعة والاطمئنان؛ فوجدته يشكو من كابوس مزعج يأتيه ليلاً؛ بصوت امرأة سليطة اللسان؛ تبدأ بالشتائم، وتنتهى بعبارات التهديد والوعيد....

وضعت السماعة على صدره النابض؛ وأنا غاضب إذ كيف يكون لتلك العملية؛ هذه الأعراض الكابوسية؟!!...

وبعد لحظات من التنصت عليه؛ أتانى الكابوس المشار إليه؛ إنه صوت زوجتى... تهاتفنى جهاراً نهاراً!!

يد القدر: قصة قصيرة بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


يد القدر

عدت من بعثتى إلى الخارج؛ عازماً على أن أخوض غمار بحث علمى؛ لاكتشاف مصل مضاد لفيروس C؛ الذى فتك بأمى منذ سنوات، وبات يهاجم أبناء وطنى بالذات؛ دون تمييز بين أطفال ورجال وسيدات....

وبعد يوم طويل من العمل الشاق؛ خرجت من إحدى المستشفيات؛ حيث سحبت من بعض المصابين هناك؛ عينات عديدة؛ وسجلت ملاحظات مفيدة

وفى الطريق إلى المعمل لاستكمال أبحاثى؛ لم تمكنى حركة السيارات من العبور بأمان؛ رغم إشارة المرور الواضحة للعيان؛ وحرصاً على إجراء الفحص؛ لخدمة أهداف البحث الآن؛ تسللت بين السيارات بالتواءات ثعبان

وقبل أن تلمس قدمى الرصيف المقابل؛ اختلط الحابل بالنابل؛ نتيجة سقوط دراجة نارية فى بالوعة كُشف عنها الغطاء؛ فقضت على السائق المصاب بفيروس سى الذى جاء إلى المشفى منذ قليل؛ لعرض حالته على العالم الجليل؛ أملاً فى الشفاء!

قطار الحياة: قصة قصيرة بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


قطار الحياة

امرأة فقيرة عاندتها الأقدار؛ فرحل عائلها بعد معاناة مع المرض؛ على عتبات مشفى لم تتوافر فيها سبل العلاج؛ تاركاً لها أربعة أبناء صغار

تفترش الأرض معهم، ويلتحفون معها السماء؛ وكعادة سكان العشوائيات؛ تنعكس سكناهم على وسائل ارتزاقهم، ومعيشتهم التى ينطبق عليه المثل (عيشه والسلام !)

تبيع المناديل فى إشارات المرور؛ لتنفق على أبنائها الصغار؛ غير أن الارتفاع الجنونى للأسعار؛ تجاوز قدرتها على الصعود والصمود؛ فقررت أن تحرم نفسها؛ نظير أن توفر لصغارها؛ ما يقيم أودهم، ويحمى أجسامهم الضعيفة  من الهلاك

فأصابتها الأنيميا الخبيثة؛ وعز عليها أن ترى فلذات كبدها فى حالة من العوز والجوع والضياع؛ وهى لا تملك لهم ما يطعمهم من جوع، ولا ما يؤمنهم من خوف؛ فقررت الموت خلاصاً من عذاب الفكر، وقسوة الأوجاع....


أمام قضبان القطار وضعت أطفالها الصغار؛ انتزعت نفسها منهم انتزاعاً، وراحت لحال سبيلها؛ تتعجل نهاية آلامها؛ بلقاء ربها الوشيك

اقترب القطار من الصغار؛ فى اللحظة التى كانت فيها العناية الإلهية؛ راعية لهم....

الشجرة الباكية : قصة قصيرة بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


الشجرة الباكية

فى هذه الحديقة الغناء؛ وقفت فى شموخ وعظمة وكبرياء؛ شجرة يانعة ورقاء؛ على مساحة شاسعة؛ رافعة رأسها نحو السماء، ضاربة بجذورها العريقة؛ فى أرض خصبة عميقة....

بين أغصانها أعشاش الطيور التى تأوى إليها وتنام؛ فى أمان تام؛ غير أن دوام الحال من المحال؛ فالطيور منها الغربان السود، ومنها الطير الودود، ومنها العنود، وفيها القبيح، وفيها الجمال، ومنها المحب، ومنها الحقود، ومنها الذى جارعليها فقطف الثمار قبل الأوان، وجز الزهور، وحط عليها السموم؛ لتهرب منها طيور أرادت حياه؛ بعيداً عن أعشاشها التى كانت رمز الأمان، وحضن المحبة؛ غصن السلام

فحزنت كثيراً على طيرها، وعلى أغصانها؛ التى فقدت أوراقها وزهورها وثمارها، وجفت دموع المآقى عليها... ومنها؛ ورغم الجفاف، ورغم الجفاء؛ تبعث فينا على عهدها روح الوفاء، وبهجة عيد، ومجد عتيد، وطيرين رفعا أكف الضراعة نحو السماء، هلال صلاة... صليب صلاة؛ فتأتى إليها... قريباً قريباً؛ مياه الحياة .

اختناق : قصة قصيرة بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


اختناق

أسير ببطىء شديد فى بلدى المحروسة؛ تعلونى سحابة من الدخان الكثيف؛ أتنفس بصعوبة بالغة، أكاد أختنق؛ يحيطنى زحام شديد...

بعيون حزينة أرقب طوابير من البشر؛ فى غير نظام أو ترتيب:
(1) بلطجة أمام مخابز العيش
(2) مشاحنات فى مخازن أنابيب البوتاجاز
(3) صراع بين السائقين للحصول على حصتهم من البنزين
(4) اختناقات فى المرور
(5) بيع مياه النيل فى جراكن للمحرومين

قبل أن أكمل رؤيتى للمشهد الحزين؛ انقطع التيار الكهربائى؛ فهمد جسدى مع همود المراوح وأجهزة التكييف، وتصببت عرقاً، وسقطت مغشياً علىَّ؛ فحملتنى عربة الإسعاف إلى غرفة الإنعاش....
ومازلت فى انتظار الطبيب.

أمل : قصيدة بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


أمل

شمس وقمر فى السما

منذ الخليقة نورهم عجيب

قهر الظلام مهما طغى

دا ظلمته لازم تغيب

الشمس تطلع بالنهار

تمحى الظلام الرهيب

يسطع قمرنا فى السما

يخفى سواده العنيد

مهما الفساد عاث فى البلاد

شمس الحياة تشرق تبيد

ومعاها قمر الهداية وعقيدة التوحيد

هما المنارة فى السما

من ربنا الحى المجيد

حتى نحقق حلمنا

ونعيد لمصر أمنا

مجد الحضارة من جديد

صلاة الأرواح : قصة قصيرة بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


صلاة الأرواح

علامات الفرح والسعادة ترتسم على وجوه المحتفلين برأسى السنة الميلادية والهجرية؛ وهاهو أسعد وعبد الله يلتقيان لتهنئة بعضهما البعض، ويتحدثان عن الأحلام والطموحات والآمال المشتركة، ويدعوان للوطن بالتقدم والرفعة والسلام، ويتعانقان فى محبة ووئام

وما هى إلا لحظات حتى توقفت سيارة مجهولة بين المسجد والكنيسة؛ وفى أقل من الثانية حدث الانفجار

لم تمنعهما حالة الهلع والذعر الذى ساد المكان من استمرار العناق؛ ورغم تناثر أشلائهما بعد لحظات؛ ظلت أيديهما فى تلاق أبدى وارتباط 

زهوة الانتصار! : قصة قصيرة بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


زهوة الانتصار !

اعتاد مشجعى كرة القدم فى كل زمان ومكان؛ أن يحتفلوا بفوز ناديهم بالهتاف ورفع الأعلام، والرقص والأنغام.... غير أن ما كان فى حاضر العصر والآوان من أحداث جسام؛ تستحق الذكر وتسترعى الاهتمام؛ لا ينبغى بحال أن يمر علينا مرور الكرام

بتلك المقدمة مهدت لقلمى الطريق؛ بعد أن يفيق من صدمته، ويعبر مفترق حيرته ودهشته.... ليسجل بمداد السواد والحداد؛ كلمته الممزوجة بالأسى والحزن العميق:

لم يكد الفريق الذى سدد الأهداف ينهى مباراته الرياضية؛ حتى انقض جمهوره الغالب بطريقة مدبرة هجومية؛ على الجمهور المغلوب بأساليب بلطجية؛ فأزهقوا أرواحاً بريئة بوحشية دنيئة؛ فتحول الفوز السامى إلى فعل إجرامى؛ وزهوة الانتصار إلى وصمة عار....

صمت القلم؛ وهتف الجميع تحت العلم:
مصر أنت أغلي درة
فوق جبين الدهر غرة
يا بلادي عيشي حرة
واسلمي رغم الأعادي

الفتنة : قصة قصيرة بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


الفتنة

وقف (ياسر) أمام أمه مذهولاً وفى يده الملطخة بالدماء سكينه التى ذبح بها أخاه!

فى محضر التحقيق اعترف بالجريمة التى عدها تنفيذ لحدود الله!

ثم سُمح للمقتول أن يدلى بأقواله ـ لأول وآخر مرة فى التاريخ ـ :
ـ لم أكن أتوقع أبداً وأنا أسير برفقة خطيبتى وشقيقتى؛ أن يقطع علينا طريق سعادتنا ـ باسم الإسلام ـ شاب متجهم الوجه، غليظ القلب؛ فيفصل بين عروسين يجهزان لإتمام زواجهما خلال أيام، ويقضى فى لحظة اندفاع وتهور على حلم حياتهما؛ الذى بات تحقيقة ـ بفعلته النكراء ـ  أمراً مستحيلاً

الأم خارج مكتب التحقيق تولول:
ـ أنا السبب؛ لو كان عرف أنه أخوه؛ ما كان حصل الذى حصل!
راحت بعض النسوة المرافقات لها يصبرنها ويحاولن ـ على عادة النساء ـ استجلاء حقيقة العلاقة بين القاتل والمقتول؛ وكيف يكونا إخوة ولا يعرفان بعضهما البعض!

فحكت لهن ما كان ـ بصوت واهن لم يصل إلى مسامعى ـ فمنح للتخمينات فضاءً شاسعاً؛ يسبح فيه الخيال....
.,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ـ نُشرت هذه القصة فى موقع دنيا الرأى على الرابط التالى
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/08/19/268706.html

سوق المساومة : قصة قصيرة بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


سوق المساومة

فى السوق الحمراء قام خلفاء جولي روجر ـ أول من رفع علم القراصنة ـ بخطف واحتجاز رجل أعمال شهير؛ والمساومة على إطلاق سراحه؛ نظير مبلغ كبير

لم يكن أمام أهله وذويه من خيار؛ إلا الرضوخ لمطلب هؤلاء الأشرار اضطراراً....

مليونين من الجنيهات وضعت فى حقيبة سوداء؛ فى انتظار تحديد موعد ومكان اللقاء

بعد ساعات عاد رجل الأعمال؛ مهنئاً هؤلاء الأذكياء على قدرتهم البارعة فى خداع القراصنة؛ ومنحهم أموالاً مزيفة! 

رقصات فى الأدوار العليا: بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


رقصات فى الأدوار العليا

أخرجت تلك العمارة الشاهقة لسانها لقوانين البناء؛ وأضحت تناطح السماء؛ والمستأجرين الجدد مستجيرين من الرمضاء بالنار؛ مستهينين بالأخطار رافعين شعار (العمر واحد والرب واحد)!

لم يُشبع نهم المالك ثمار عشرة سنوات قضاها صابر فى بلاد الغربة؛ التى حرمته من وداع أبيه؛ فقد قضى نتيجة مرض طارىء، وإفلاس مستديم

وهاهى أمه تعصر حزنها فى صمت، وتعيش وحدها فى عزلة؛ بعد أن رفضت خطيبته أن يكون عش زواجها من صابر فى هذا البيت العتيق... فكان لها ما أرادت

وكان لأمه ما أراده الله لها من ابتلاء؛ أقعدها المرض؛ فصار بيتها ملاذاً للناجين من الغرق فى محيط الحياة، والباحثين عن رضى الله جل فى علاه .....

بجوار زوجته فى الدور الـ 21 حيث لا صوت يعلو فوق صوت الموسيقى الراقصة؛ والسعادة الزوجية الغامرة؛ شعر صابر بنفاد صبره من هذا الدوار الذى ينتابهما بين الحين والحين؛ فقررا الذهاب من فورهما إلى الطبيب

فى حجرة الانتظار؛ كان التلفاز يذيع الأخبار، وعلى رأسها الخبر العاجل: انهيار برج بابل والضحايا بالعشرات

صمتا للحظات قبل أن يتوجها إلى الملاذ الآمن الوحيد؛ وفى نيتهما ـ فى الغد القريب ـ الانتقال إلى برج راقص جديد!

النفق: قصة قصيرة بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


النفق

"النفق في المنام مكر وخديعة" هكذا فسر الشيخ بركات حلمى الذى بات يلازمنى؛ وينذرنى بما هو آت .....

فعلى صفحات الصحف أقرأ :
"أنفاق تحت المسجد الأقصى بغية تدميره"
"ظاهرة أنفاق غزة تعرض أمن الحدود للخطر"
"الرئاسة الفلسطينية تدعم إغلاق أنفاق غزة"

أسلمت جسدى للنوم؛ فرأيت فيما يرى النائم؛ أشجار المشمش العربية تنبت؛ فتسد مداخل ومخارج أنفاق المسجد الأقصى، وتوقف العمل بها أيضاً! 

أمومة : قصة قصيرة بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


أمومة

يقولون القط بسبع أرواح؛ أما البنى آدم فروحه فى أنفه؛ دفعته الغيرة من هذا الكائن الصغير؛ الذى يمتلك قدره عجيبة على الإفلات من الموت؛ إلى تقمص الصوت؛ فانتابته حالة من المواء؛ وهو يواجه كارثة الغرق.... لم يسمعه أحد؛ فعاد إلى الصراخ والصخب:
ـ أغيثونى... إنى أغرق... إنى أغرق

بعد سنوات من تلك الحادثة؛ هاهى قطته البائسة؛ قد رزقت بسبع قطط؛ فامتلأت الشقة بتسع وأربعين روحاً؛ ينظرون إليه شذرا وكأن البيت بيتهم، وهو المتطفل عليهم!

اتخذ قرار عقاب الأم التى خربشته؛ عندما أراد أن يداعب القطط الصغار، ويربح تعاطفهم معه، على اعتبار أن وجودهم؛ تعويض له عن الأولاد؛ الذين شاء رب العباد؛ أن يحرمه منهم

فوضعها فى زكيبة، وحملها كالحقيبة، وألقاها فى صحراء؛ حيث لا زرع ولا ماء؛ وعاد نافضاً يديه من الغدر والعار؛ الذى لحق بهما فى وضح النهار

وبعد أن قضى بعض الوقت فى التجول والشراء؛ عاد إلى شقته الغراء؛ ليجد قطته فى عقر الدار وحولها الصغار؛ فرحين بعودتها؛ وهو واقف على الباب بحمله الذى معه؛ تخترق جسده رصاصات عتاب توشك أن تصرعه .

القضية: قصة قصيرة بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


القضية


نظر القاضى فى أوراق الدعوى رقم 44 لسنة 6666 وهى دعوى خيالية؛ غير مطابقة للمواصفات العصرية شكلاً وموضوعاً؛ مرفوعة من أحد المعارضين المتشددين؛ ضد قاسم أمين!

تم استحضار المتهم ثم وضع بين القضبان؛ لا تسألنى: كيف؟ فإجابتى وردت فى مطلع الكلام

ـ ما اسمك وسنك وعنوانك؟
ـ قاسم محمد أمين ـ 36 سنة ـ مصر المحروسة
ـ ما قولك فيما هو منسوب إليك من اتهام بالدعوة للسفور، والخروج عن تعاليم الدين؛ والاستشهاد بما ورد فى كتابك القديم (تحرير المرأة) الذى صدر عام 1899؟

ـ العزلة بين الرجل والمرأة ليست أساسا من أسس الشريعة، والحجاب السائد فى عصرى ليس من الإسلام، وأن لتعدد الزوجات والطلاق حدود يجب أن يتقيد بها الرجل، وأن دعوتى لتحرير المرأة لتلم بشئون الحياة هو عين الصواب؛ وقد أعطاها الشرع هذا الحق ..

بعد سماع أقواله رفعت الجلسة للنطق بالحكم
وأثناء الانتظار بالقاعة؛ اكتشف بعض المتواجدين بالقرب من الباب؛ لصاً مختبئاً فى غطاء يسمونه نقاب!

فأشار إليه قاسم أمين؛ أمام المتواجدين وقال:
ـ تلك هى القضية!

حدوتة من قرية: قصة قصيرة بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم


حدوتة من قرية

"من قرية (sun soft) (الشمس الناعمة)؛ أنقل لكم بكاميرا متشائمة؛ هذا التقرير الإخبارى لقناة (النيل) للأنباء؛ حصرياً (بالصاد أو السين) على حد سواء...."

قام صاحب المقهى الشائن بتغيير القناة؛ حتى لا يعلم الزبائن بخبر تلوث المياه؛ فيحجمون بكل تأكيد؛ عن شرب الحلبة والينسون، والشاى بالحليب!

لم يمضِ كثير وقت على محاولته الجهولة؛ حتى مرت أمام أعينهم الأهالى المحمولة على الأكتاف؛ أو فى سيارات الإسعاف.... دون أن يدركوا أسباب تلك الكارثة المهولة بشكل كافٍ؛ فبعضهم أرجع السبب؛ للعين والحسد، والمس الشيطانى؛ وراحوا يحثون الأهالى للانتباه؛ إلى العلاج القرآنى دون سواه؛ من وسائل التشخيص والمداواة....

وبدلا من تبادل التهانى بالعيد؛ الذى جاء بحال غير مرادهم؛ تبادل كل منهم السؤال عن أحوال مصابهم؛ وتحولت المشاركة فى الأفراح والليالِ الملاح؛ إلى مشاطرة فى الآلام والأحزان والأتراح!

والمشهد الأليم الذى حاول أن يخفيه صاحب المقهى بمفتاح؛ أضحى متاحاً ـ دون إخفاء أو تضليل ـ للرؤية البراح.....

فاضطر للمتابعة الحية على الهواء؛ لمقابلة قناة تلفزيونية جاءت فى هذه الأثناء؛ لتحاور البقية الباقية؛ من الزبائن الناجية من هذا البلاء؛ وتجولت الكاميرا لتسجل هول المأساه؛ ما بين المستشفى وشبكة المياه.....

شعر المذيع بالعطش الشديد؛ ورأى من بعيد المسؤول الجديد؛ يتناول المياه المعدنية؛ فسأله بغيظ مغلف (بحنية):
ـ متى تعود المياه الآدمية إلى مجاريها الطبيعية؛ فى هذه القرية المصرية؟!
فالتزم الصمت التام، ثم ألقى عليه السلام
ومضى!!!